Take a fresh look at your lifestyle.

التكنولوجيا والإنسان

حظي موضوع العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا بالإهتمام منذ بدايات القرن العشرين، خاصة من قبل صناع الدراما الذين طالما شغل تفكيرهم ما سيجلبه التطور التكنولوجي من أثر على حياة البشر. فرأينا أفلاما كثيرة ترصد وتتنبأ، منها مثلا فيلم “حتى نهاية العالم”  وفيه يدمن البشر نوعا من التكنولوجيا تستطيع عرض أحلامهم وكأنها أفلام فيديو، ثم كانت ثلاثية أفلام “الماتريكس”  للأخوين ووتشوفسكي اللذين يرسمان المستقبل كأنه لعبة “واقع افتراضي”  ، والبشر جميعا مدمجون فيها.

يقفز العالم كل يوم خطوات غير محدودة في مجال التكنولوجيا، فيما تغرق الشعوب العالم الثالث في فجوة تستعصي أكثر فأكثر على الردم، وفيما تستثمر التكنولوجيا لإنهاء الفقر والعوز والقضاء على المجاعات، تستخدم هذه التكنولوجيا نفسها لقتل الإنسان وإبادته
وإذا كان ثمة مؤامرة تكنولوجية ـ سياسية على الشعوب المستضعفة، فإن صيرورة هذه المؤامرة واقعاً لابد وأن تمر عبر خطايا أصحاب القرار في العالم الثالث والعالم الإسلامي والعربي خصوصاً، ذلك أن تجربة بلدان إسلامية عديدة تثبت أن بالإمكان لمراكز القرار أن تفعل ما نتخيل أننا عاجزون عن فعله أبداً
لقد كانت ماليزيا ـ مثلاً ـ دولة زراعية لا تختلف كثيراً عن دول العالم الإسلامي الأخرى، لكنها في فترة لا تتجاوز ثلاثة عقود استطاعت أن تصبح من أكثر الدول تقدماًعلى المستوى التكنولوجي، حتى أصبحت تنافس الصناعة اليابانية والأمريكية نفسها، لقد تكلم العالم العربي والإسلامي طويلاً عن التنمية والتقدم لكنه ما حقق مما أراد شيئاً يذكر!
المشكلة أن الدول لا تفكر بنقل التكنولوجيا أكثر مما تفكر بشرائها مصنعةً، وتعتمد على أساليب بدائية ترتكز على تحميل الدولة – وحدها – عبء التطور ، وتفقد بسبب سياستها آلاف العقول المهاجرة، كما تعجز ببيروقراطيتها عن استيعاب العقول المسلمة التي استثمرتها الماكينة السياسية والعلمية الغربية أيما استثمار. إن العلة تكمن دائماً في الأنظمة وليس في الشعوب، وفي مراكز صناعة القراروإدارته وليس في التطبيقات

 

لقد أنفقت الدول ملايين الدولارات للحديث عن التنمية (وفي المقدمة التنمية التكنولوجية) والحاجة إليها، وكذلك عن البحث في مشروعات التنمية وعقدت المؤتمرات الدولية، وخرجت التوصيات العديدة التي لم ينفذ منها شيء، ثم ماذا؟ ثم جاء تقرير التنمية الأخير ـ والذي كتب بأيد عربية ـ ليفضح الواقع العربي على وجه الخصوص بالقول صراحةً : ” إن قدرة البلدان العربية على الوصول إلى أحدث الإبتكارات التقنية المتمثلة بتقنية المعلومات والإتصالات واستخدامها محدودة جدا……

التعليقات مغلقة.

error: